كتاب عن كيفية تغلغل العبودية الطوعية في صفوف الشعب:
ينتشر الداء السياسي في ظل حكم طاغية ما انتشاراً ضمن طبقات متعاقبة، فيتقرب إلى المستبد خمسة من الطامعين أو ستة، ليصيروا متواطئين مع مطالبه تواطئاً مباشراً ، لكن هؤلاء الستة ما يلبثوا أن يصيبوا بالعدوى ستمائة من الأشخاص السلسي القيادة أو ذوي المنافع الكبرى ليعود هؤلاء فيصيبوا ستة آلاف من المتزلفين الطامعين ... وهكذا حتى تصيب العدوى غيرهم من الطامعين الأذلاء ...
إن العيون التي يترّصد بها السيد اتباعه إنما هي التي يتولون منحه إياها ، وان الأيدي التي تنهال عليهم بالضرب لا يأخذها إلاّ من بين صفوفهم ... لا سلطة لسيدهم عليهم إلا بهم ، لذا يغدون بكل يسر شركاء اللص الذي يسرقهم والمجرم الذي يقتلهم ، لم تستعبد الشعوب إلا لأنها استسلمت للفساد وقبلت بالاستغباء.