الخلود والانتحار، موقع المرأة وغريزة الرجل، السيكولوجيا البشرية ومعاناتها سعادتها في هذا العالم : هذه النصوص المنتقاة لا تحمل في طياتها صرامة الأُطروحات الفلسفية البحتة التي كتبها شوبنهاور، وإنما هي تشريح للعالم كما رآه شوبنهاور من عيون تلك الفلسفة البحتة، هي إسقاطات قناعاته على طريقة حياتنا الفاسدة، وتوجيه للطريقة التي ينبغي علينا أن نعيش من خلالها فكما يقول لنا ( الحكمة النظرية التي لا تمارس مثل الوردة المزدوجة، تبهج الاخرين بألوانها وعطرها الجميل، لكنها تذوي وترحل بلا بذور).
بين دفتي هذا الكتاب ما يستحق التشبع من هذا التنوير، حتى لو اختلف القارئ حول ما يبدو جليًّا تحت هذا الضوء.