« تدهورت متطلبات الجودة العالية، وغُيِّب الأداء الرفيع، وهُمِّشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأُبعد الأكفّاء، وخلت الساحة من التحدِّيات، فتسيَّدت شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية تحت شعار الحريَّة الفردية.»
« من حق السخفاء والحمقى والمهابيل أن يكتبوا ما يشاؤون على مواقع التواصل التي ساوت بين المثقف والجاهل. هذا حقهم ولا أحد يستطيع أن ينازعهم فيه أحد، لذلك الحق ليس عليهم مطلقاً بل على كل من يهتم أو يعلق أو يرد على ما يكتبون. في كتاب "نظام التفاهة" يحذرنا المؤلف آلان دونو أن لا ننساق مطلقاً وراء الفقاعات والفاقعين"، لأنك بذلك تعطي قيمة للهابطين والتافهين.»
يبدو أننا نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة تتعلق بسيادة نظام أدى على نحو تدريجي إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة، ونلاحظ من تجليات هذه المرحلة صعودًا غريبًا لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين، حيث تدهورت متطلبات الجودة العالية وغاب الأداء الرفيع، وتم تهميش منظومات القيم.. ثم صعد نظام التفاهة!